إن استئصال الأكياس الجذرية التي يزيد حجمها عن 1 سم يؤثر على الوظيفة الفيزيولوجية لعظم الفك ومخاطية الفم فوق الجوف العظمي و أحيانا على المظهر الخارجي حيث يؤدي الى إنخفاض لجلد الوجه فوق منطقة الكيس .
ولتسريع نمو العظم و ترميم الجوف الحاصل بعد الإستئصال الجراحي للكيس قام الباحث باستخدام خثرة البلازمة الدموية المتماسكة على 50 مريض يعانون من أكياس جذرية سنية بحجم من 1-3سم ، حيث تم إستئصال الكيس جراحيا وبعدها تم دك الجوف بخثرة البلازمة الدموية.
تستعرض هذه المقالة مراحل ونتائج استخدام خثرة البلازما الغنية بالصفائح الدموية في العلاج الجراحي للأكياس الجذرية السنية
جاءت كلمة كيس من اليونانية – kystis – فقاعة . و الأكياس أو الأورام الكاذبة السليمة بشكل عام تجمعها عدة صفات :
ذات تطور بطئ
عبارة عن تنسجات تتشكل على حساب تجويف قد يكون في بعض الأحيان وهمي وأحياناً أخرى متشكل حديثاً .
بطانة الأكياس تكون مبطنة بنسيج ظهاري بشري (ما عدا الأكياس الدموية ) .
محتوى الكيس عبارة عن سائل متفاوت اللزوجة وهو مفرز من النسيج الظهاري للكيس .
شعاعياً :
تبدو الأكياس على شكل تجاويف وحيدة متجانسة ، إلا أن البعض الأخر يأخذ مظهراً شعاعياً متعدد التجاويف مما يجعل التشخيص التفريقي صعباً في بعض الأحيان
آلية التشكل :
يعتبر الورم الحبيبي من الناحية النسيجية هو المرحلة التقليدية الأولى والأساسية لتشكل الكيس الرباطي (الورم الحبيبي البشري).حيث يبدأ تشكل الكيس من تكاثر وانقسام البقايا البشرية المركزية المترافق بتفاغر للأوعية الدموية متفاوت الكثافة ومترافق بنتح مصلي أو دموي أو الارتشاح الكولستروني. وهذا كله يخضع لطبقة الأغشية البشرية التي توسع سطحها وبالتالي تتخذ الأكياس البدئية المجهرية وتؤدي لتشكل كيس سائل وحيد التجويف
سريرياً :
إن أغلب الأكياس الفكية تكون خفية الأعراض وقليلة ، ونادراً ما تحدث أعراض لالتهاب رباط تحت حاد لا يوحي بوجود كيس .
لذلك غالباً ما يكتشف وجود الكيس عند إجراء التشخيص الشعاعي قبل معالجة سن متعفن أو بالصدفة عندما يجرى للمريض تصوير بانورامي لسبب آخر .
بشكل عام يجري تطور الكيس بأربعة مراحل :
1- مرحلة الصمت :
في هذه المرحلة التي تتسم بعدم وجود أعراض سريرية ، غالباً ما يكتشف وجود الكيس عند إجراء تصوير شعاعي روتيني قبل علاج الأسنان العفنة .
2- مرحلة التشويه :
إن تزايد حجم الكيس المستمر يؤدي إلى انتفاخ الصفيحة الدهليزية للفك بسبب امتصاص العظم وبالتالي يمكن لنا أن نلاحظ وجود تحدب غير مؤلم منتظم الشكل.
الغشاء المخاطي المغطي للتحدب يكون ذا مظهر طبيعي او متوذم أو مزرق وكذلك بحسب درجة ترقق الصفيحة الدهليزية .
العظم قد يكون صعب الملمس أو قابلاً للانضغاط مثل كرة السيلوئيد ، أو أحياناً أخرى ينكسر تحت ضغط إصبع الطبيب الفاحص معطياً شعور إنكسار قشرة البيض .
في مرحلة التشوه يصبح البزل ممكناً ويمكننا من الحصول على السائل الكيسي .
في حال عدم مراجعة المريض للطبيب فإن هذه المرحلة تستمر تدريجياً ويتطور الكيس نحو مرحلة التظاهر الكيسي .
3- مرحلة التظاهر الخارجي :
قد تكون هذه المرحلة مبكرة أو متأخرة ، وذلك بالنسبة لتوضع الكيس بالنسبة للصفيحة الفكية . في هذه المرحلة سريرياً يلاحظ تغير شكل الفكين بوضوح وأحياناً يتغير شكل الوجه .
بالجس يمكن لنا أن نلاحظ وجود كتلة متموجة وغير مؤلمة ، والبذل في هذه المرحلة يصبح سهلاً جداً .
4- مرحلة التنوسر أو الاختلاطات :
في هذه المرحلة تصبح المحفظة الكيسية على تماس مباشر بالغشاء المخاطي والذي بدوره يترقق تدريجياً بسب ضغط الكيس إلى أن يظهر الناسور .
فوهة الناسور تكون سطحية تشبه سحجة الظفر وترى بصعوبة .
إذا ما دفعنا المسبر الجراحي الكليل عبر فوهة الناسور فإنه بعد مسيرته مسافة بسيطة يدخل ضمن تجويف الكيس مما يمكننا من تحديد أبعاد الكيس بشكل تقريبي .
إن فوهة الناسور في هذه المرحلة تشكل مدخلاً للإنتان الذي له أن يحدث مبكراً في بعض الأحيان دون وجود فوهة الناسور .
وأما محفظة الكيس تمكننا من تحديد ثلاث مناطق نسيجيا:
المنطقة الخارجية الضامة : وتكون بها الألياف مكثفة ومحددة .
المنطقة المتوسطة : تكون مؤلفة من نسيج ضام حديث مترافق بارتشاح التهابي .
المنطقة الداخلية : الغشاء البشري الظاهري مالبيكي ، رصفي ، دون تفرن .في بعض الأحيان يمكن أن نشاهد بعض التغيرات النسيجية في بشرة الأكياس :
التهاب حاد : مترافق بتوذم وتوسع وعائي وارتشاح للخلايا متعددة النوى .
التهاب مزمن : يسبب تصلب كولاجيني واضح البشرة تكون متضخمة و Atrophique
ارتشاح لبيدي : يتظاهر بوجود تريبات كوليسترولية أو تحببات شحمية .
ارتشاح نزفي .يبين لنا الشكل رقم -1- توضع نسيج المحفظة حيث يشير السهم A على النسيج الضام،المنطقة الخارجية والمتوسطة التي تشكل محفظة الكيس حيث يصب السائل الإلتهابي منها الى جوف الكيس ويشير السهم B الى الخلاية البشرية المسؤلة عن نمو وتكاث خلاية الكيس لذلك عند استئصال الكيس يجب الأخذ بالإعتبار أن هناك خلاية بشرية لا بد من إزالته بشكل كامل حتي لا يحدث نكس بعد ويتشكل الكيس مرة ثانية
هدف البحث :
تسريع ديناميكية ترميم الجوف العظمي الحاصل نتيجة الإستئصال الجراحي للأكياس الجذرية السنية بحجوم تزيد عن 1سم من خلال دك الجوف بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية .
مواد و طرق البحث :
تمت الدراسة في قسم جراحة الوجه والوفكين في المستشفى المركزي لمدينة أوش جمهورية قيرغيزيا على 90 مريض يعانون من أكياس جذرية سنية منهم 70 نساء و20 رجال ،
واقتصرت هذه الدراسة على الأسنان الأمامية – قواطع ، ضواحك ، أنياب- لأكياس بحجم أكبر من 1سم في كلا الفكين.
إن استئصال الأكياس الجذرية التي يزيد حجمها عن 1 سم يؤثر على الوظيفة الفيزيولوجية لعظم الفك ومخاطية الفم فوق الجوف العظمي و أحيانا على المظهر الخارجي حيث يؤدي الى إنخفاض لجلد الوجه فوق منطقة الكيس .
لاحظنا من خلال الدرسة على 40 مريض يعانون من أكياس جذرية سنية يزيد حجمها عن 1سم والتي تم استئصالها دون دك الجوف بأي مادة مرممة – ترك الجوف للخثرة الدموية النظيفة – أن آلية ترميم الجوف كانت بطيئة جدا و نمو العظم الجديد بدأ بعد سنة من العملية عند 30 منهم 33.3% وعند 10 من المرضى 11.1% لم نلاحظ نمو عظم حتى بعد سنة من العملية
حجم الكيس قبل العملية حجم الكيس بعد سنة من العملية
كيس جذري عند ذروة الثنية العلوية اليسرى بحجم 1سم نلاحظ الترميم العظمي للجوف شبه مفقود
ولتسريع نمو العظم و ترميم الجوف الحاصل بعد الإستئصال الجراحي للكيس قمنا باستخدام خثرة البلازمة الدموية المتماسكة على 50 مريض يعانون من أكياس جذرية سنية بحجم من 1-3سم ، حيث تم إستئصال الكيس جراحيا وبعدها تم دك الجوف بخثرة البلازمة الدموية وفق الخطوات التالية :
بتم سحب الدم من المريض بواسطة المحقن العادي ، وأما كمية الدم التي نحتاجها فتتعلق بحجم الكيس أي إذا كان حجم الكيس 1.5 سم فيكفي 10 مل ، أما إذا كان حجم الكيس أكبر من 1.5سم فنحتاج 20 مل
نضع انبوب الدم في جهاز الطرد المركزي لمدة 15 دقيقة وبسرعة 3000 دورة في الدقيقة ، ونحرص على أن لا يقل زمن بقاء الدم في الجهاز عن 15 دقيقة وأن لا تقل السرعة عن 2700 دورة في الدقيقة لأن للوقت والسرعة دور أساسي في تشكل خثرة البلازما المتماسكة – لها شكل وبنية الجيل -
تحضير البلازمة في جهاز الطرد المركزي
3- بعد 15دقيقة نأخذ الأنبوب من الجهاز ونحرص على أن لا نحرك الأنبوب بقوة أو نهزه حتي لا تفقد البلازما من تماسكها وبعده نقوم بمساعدة ملقط جراحي بمسك البلازما بلطف وسحبها ومن ثم فصلها عن الخثرة الدموية الحمراء بواسطة مقص
نحرص على أخذ البلازما الصفراء فقط لإحتوائها على عوامل النمو و بروتينات ومواد معدنية وغيرها والتي بدورها ستسرع ألية التمعدن داخل الجوف .
عزل البلازمة
4- بعد عزل البلازما نقسمها الى جزئيين احدهما نضعه مباشرة في الجوف العظمي شكل رقم -8- والآخر نضعه في شاشة معقمة شكل رقم -9 – ونضغط عليه بلطف لنخرج منه السائل تاركا لنا وريقة بلازما رقيقة وغنية بخلاصة البلازما شكل رقم -10- ،ثم يتم وضع هذه الوريقة كغشاء فوق فوهة الجوف لتغلقه .
يشير السهم الى الجوف العظمي الذي سيتم وضع البلازمة فيه
تجهير وريقة البلازمة وإغلاق الجوف بها
5- خياطة الشق بحيث تتوضع القطب فوق العظم .
6- وضع كمادات باردة فوق منطقة العملية لمدة 15 دقيقة .
ويوصف للمريض المضامض الفموية ومركبات الكالسيوم ( callce D3 nekomed)po Bid – - لمدة ثلاثة أسابيع.
النتائج :
لاحظنا من خلال متابعة المرضى لمدة سنة بفحوصات سريرية وشعاعية دورية كل ثلاثة أشهرما يلي :
لم يلاحظ أي مضاعفات عامة ولا موضعية بعد العملية ، الا حدوث توذم عند بعض المرضى لمدة ثلاث الى اربع أيام بعد العملية .
لوحظ عند جس المنطقة بعد الشهر السادس بداية تصلب تحت المخاطية
لم يحدث أي انخفاض للنسج الرخوة فوق منطقة الكيس
تبين في الفحص الشعاعي ظهور نسيج عظمي جديد و رُمِمَ 70 % من الجوف في الشهر الثامن من العملية و90 % بعد سنة
حجم الكيس قبل العملية بعد 8 أشهر بعد سنة
ترميم الجوف العظمي بعد استخدام البلازمة
المراجع :
امراض الفم الجراحية ، أ.د.عاطف نداف ، أ.د.عصام خوري ، أ.د. منير حرفوش، أ.د. هيثم بحاح ، أ.د. عيسى وهبة ،د. مازن زيناتي ،أ. د. صفوان جابر ،د.ياسر المدلل.منشورات جامعة دمشق كلية طب الأسنان.
أ.ب.ماميتوف ، د.ب.شاخميتوف، استخدام الخثرة الدموية الغنية بالصفيحات الدموية بقصد ترميم الخلل العظمي الحاصل على الاسناخ الفكية . مجلة الكوادر الطبية ،بشكيك ،2006-2 № ص.116-118.
ماجارينكو ت ، دراسة سريرية ومخبرية في علاج الأكياس الفكية مع استخدام المركبات الحيوية على عينة من الأرانب. مجلة طلاب الدراسات العلية موسكو ، العدد 1 ، 2007، ص 24-30
Enjoy knowledge
Today Learner Tomorrow Leader ...